الدورة الرابعة 2023-2024 لجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات: “حوار العلوم: نحو إطار حضاري لتكامل النظام التعليمي”
المنظم:
كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة قطر، بالتعاون مع اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة-إيسيسكو-
أوّلاً: فكرة الموضوع
تراجعت قيمة العلوم الاجتماعية والإنسانية في النصف الثاني من القرن العشرين، وانعكس هذا التراجع على جوهر التعليم في معظم الحضارات، وتسيّدت العلوم الطبيعية ومعاييرها ومناهجها، وتمزّق الدّثار الذي كان يجمع بين الحقول المعرفية، وانشطرت إلى ثقافات أو عقول ثلاث، كل ثقافة أو عقل مختلف كليًا عن الآخر، وعانت العلوم الاجتماعية والإنسانية وفروعها المختلفة أكثر من أيّ علم آخر، فقد لاقى منتسبوها عنتًا شديدًا؛ لأنهم كانوا خارج حسابات الاقتصاد والتجارة والتنمية، وتعزّز ذلك مع إشهار وسائل الإعلام وصنعها لرأي عام مواكب لتلك القناعات.
إن حالة التشظي والانشطار والانفصال ما هي إلاّ نتيجة لمنظومة العلم الوضعي الذي تجسّد في العلوم القائمة على محض الملاحظة والتجريب، وتم تطبيق هذا النهج على العلوم الأخرى، وخاصة ما تعلق بحقلي العلوم الاجتماعية والإنسانية. ولا شك أن الوحدة العضوية بين العلوم هي الطريق الأرشد لتحقيق الفهم الموضوعي والرؤية الشاملة للشيء؛ سواء في ذاته أو في واقعه. ولعل الاعتراضات التي ساقها كلّ طرف لتبرير القطيعة؛ تتمثّل في أهلية كل حقل وأولويته، وقد سعى العلم الوضعيّ إلى نزع صفة العلمية عن المعارف الإنسانية والاجتماعية، وأكّد أن المعارف الطبيعية هي الأجدر بصفة العلمية من غيرها، وقد انعكس هذا التصور التجزيئي على الأنظمة التعليمية في غالبية دول العالم، بما كرّس حالة من التناقض الظاهر بين حقول المعرفة ومناهج التعليم.
لكنّ الظروف أنصفت العلوم الاجتماعية والإنسانية مجدّدًا في العقود الثلاثة الأخيرة، حيث تمكّنت من حجز مكان لها وسط التنافس المحموم بين الدول في شتى المجالات الحضارية، وكان ذلك استشرافًا من بعض كبار باحثي فلسفة العلوم، الذين تنبّأوا بإمكانية الدخول في عصر تاريخي جديد، يتم فيه تحقيق تكامل المعرفة وتجاوز نمط الحداثة السائد منذ قرون في النظر إلى الوجود وعلاقة الإنسان به، ومن ثم تحديد زاوية التعامل مع الحقائق التي حُدّدت في عقل تجريبي منفصل عن كل مظاهر الطبيعة الأخرى؛ ذلك التكامل والاتصال الذي كان موجودًا في التراث الإسلامي ومناهج التعليم الأصيل؛ في مناهج الشريعة والأدب والتاريخ والاجتماع والطب والكيمياء والفيزياء، فقد قدّمت الحضارة الإسلامية تراثا علميًا زاخرًا أسّس لمعرفة متكاملة منسجمة مع البنية الفكرية المشكّلة لهوية المجتمع، نقّحت ما قدّمته الثقافة اليونانية والصينية والهندية، وأضافت عليها في فلسفة الذات ومناهج استخدام القياس والنظر.
ولتصويب مسار العلاقة بين الحقول المعرفية، وفي سياق تطور الحوار الحضاري وارتقائه إلى العمل المؤسسي المحلي والدولي؛ فقد تم العناية بمجال التعليم من خلال تخصيصه كأبرزِ مجالات العمل المعتمدة، سواء في الخطط الوطنية للدول أو في البرامج الأكاديمية والتربوية أو في الخطة العامة للمفوضية السامية لتحالف الحضارات التي تسهَر على ملف حوار الحضارات في الأمم المتحدة بالتنسيق مع الدول الأعضاء المنخرطة في هذا المسار، كما تم اقتراح رؤية جديدة في الأنظمة التعليمية وفي ميدان البرامج والمناهج والبحوث، مصحوبة باستراتيجية فاعلة لتصويب العلاقة بين المعارف والعلوم وتجاوز القطيعة التي لم تكن سوى محصّلة لأسباب نفسية مرتبطة بالخلفيات البيئية والإيديولوجية والثقافية أكثر من كونها نتيجة أسباب موضوعية؛ حيث تقوم هذه الاستراتيجية على مسارين؛ الأول: عملي، يقوم على شمول الحوار الحضاري لمجال المعرفة والعلوم، ومن ثَمّ؛ فالتأسيس للحوار بين الدول والأمم والأديان والحضارات يبدأ من حوار العلوم والمعارف وتجاوز التحيُّز والمركزية والقطيعة المعرفية. والثاني: نظري، يقوم على ضرورة مراعاة المعجم الاصطلاحي الخاص بكل معرفة وحقل علمي في المناهج التربوية والتعليمية، حتى لا تتداخل المفاهيم ولا تتعارض مع توصيف الفرضيات الأساسية الكبرى التي تبحثها الحقول الثلاثة(الطبيعية، الاجتماعية، الإنسانية) في منحاها المعرفي، وتسجيل كل الإنجازات التي قدّمتها كلُّ معرفة وحقل للإنسانية.
ثانيا: الأسئلة التي يسعى موضوع الدورة للإجابة عنها:
- ما هي طبيعة العلاقة بين المعارف والعلوم، وما الأسس التي تقوم عليها هذه العلاقة وما مآلها؟
- كيف يُؤثِّر مسار الحوار الحضاري وتطوره على مجال التواصل والتكامل بين الحقول المعرفية؟
- كيف تعاملت الأنظمة التعليمية عبر المؤسسات المحلية والدولية مع مشكلة القطيعة بين الحقول المعرفية وإشكالية التكامل والوحدة؟
- كيف أسهمت منظومة العلوم الشرعية الإسلامية في اتصال منظومة العلوم وتأكيد فكرة التكامل؟
- ما الوسائل والمناهج والمبادرات العملية التي يمكن ابتكارها واستخدامها لتحقيق تكامل معرفي واقعي في ظلّ مخرجاتٍ تُحقِّق الجودة في التعليم والبحث والتربية في سياق الحوار الحضاري؟
ثالثًا: أهداف الدورة الرابعة:
- تفعيل المجال الأول من الخطط الوطنية والدولية لحوار وتحالف الحضارات، وهو مجال التعليم، في سياق حوار العلوم والاحتفاء بكل المعارف دون استثناء.
- الكشف عن أوجه العلاقة بين العلوم والمعارف وسبل تفعيل فكرة التكامل المعرفي عمليًا، في مناهج التربية والتعليم.
- مواجهة التحديات المتعلقة بالقطيعة بين المعارف والصراع بينها، ودرء التحيزات المعرفية من خلال عدم تجنيس المعرفة ومركزيتها، والبحث عن إطار حضاري مشترك للتعيلم والبحث العلمي.
- تشجيع الأفكار والمبادرات المبتكرة لتحقيق الجودة في التعليم من خلال التقريب بين التخصصات الطبيعية والاجتماعية والإنسانية، وإيجاد مناهج وأدوات ملائمة لتجسيد تكامل النظام المعرفي.
- إبراز دور العلوم الإسلامية تاريخيا في تجسيد اتصال المعارف وخدمة العلوم لبعضها.
رابعًا: محاور موضوع الدورة:
- المحور الأول: المنطلقات الفكرية والثقافية لفكرة حوار العلوم وتكامل المعارف: ضرورة تبيان الإطار الحضاري الذي تطورت فيه فكرة حوار العلوم وتكامل المعارف ومدى اتصالها وانفصالها على مَرّ التاريخ من خلال الكشف عن القيم الحاكمة للحركة المعرفية وعلاقات حقولها ومنطلقاتها الفكرية والثقافية .
- المحور الثاني: الأبعاد المفاهيمية لمصطلحات حوار العلوم(التكامل، البينية، التجسير، الاتصال، الوحدة…)، ومدى موضوعيتها وواقعيتها: تحتاج فكرة اتصال العلوم والتكامل المعرفي إلى فرز معجم المصطلحات وضبط المفاهيم وإعادة بناء المشكلات والفرضيات التي تتحكم في تشكيل علمي للتصور البحثي العام للموضوع بعيدًا عن الأحكام الذاتية والإيديولوجيا.
- المحور الثالث: طبيعة النظام التعليمي المعاصر المستوعب لحوار المعارف والعلوم وتكاملها: تخضع عملية بناء التخصصات العلمية في الأنظمة التعليمية المعاصرة إلى طبيعة الأنظمة وخلفياتها الفكرية والسياسية والحضارية من جهة، والأهداف والمخرجات المرتبطة بالتنمية التي يريدها كل نظام من جهة ثانية، ولذلك يتأثر تكامل النظام المعرفي بذلك.
- المحور الرابع: تحديات تجسيد تكامل النظام التعليمي في المناهج الأكاديمية والتربية والتعليم: (التحديات الذاتية- الثقافية – الاجتماعية- السياسية): تبرز تحديات متنوعة في سياق عولمي مادي، تواجهها الأنظمة التعليمية لتحقيق تكامل معرفي في مناهج التربية والتعليم بين العلوم الطبيعية من جهة والعلوم الاجتماعية والإنسانية من جهة أخرى، وانعكاسها على تربية وتنشئة الأجيال.
- المحور الخامس: دور المنظومة الإسلامية في تحقيق التواصل بين مختلف العلوم والمعارف؛ المنطلقات النظرية والمناهج العلمية والوسائل العملية: تدين الحضارة الإنسانية اليوم بالكثير للحضارة الإسلامية في مسألة التكامل بين المعارف وتصويب العلاقة العضوية والواقعية بين العلوم المختلفة، من خلال المنطلقات التأسيسية في رؤية العالَم أو في النواحي العملية المجسدة في الحقول الإنسانية و التجريبية التي أبدع فيها المسلمون.
- المحور السادس: نماذج تعليمية وتربوية معاصرة، فاعلة في تجسيد تكامل المعارف والعلوم في سياق العمل الوطني والدولي لمؤسسات الحوار الحضاري: شهدنا في التاريخ المعاصر محاولات مستمرة من مؤسسات وطنية ودولية؛ تعليمية وإدارية وسياسية واقتصادية، للنهوض بواقع التكامل بين التخصصات العلمية والاتصال بين المعارف وتجسير الفجوة الموجودة بينها، من خلال مناهج ومبادرات ذات تأثير نظري وعملي، لخدمة الحضارة في أبعادها المتنوعة.
خامسًا: شروط المشاركة:
- الالتزام بمحور واحد من محاور موضوع الجائزة.
- الطرح العميق المنهجي في البحث.
- ألا يقل البحث عن100.000)مئة ألف كلمة)(وفقًا للمواصفات المطلوبة في الإخراج والرقن).
- أن يكون البحث باللغة العربية أو الإنجليزية أو التركية.
- أن يكون البحث أصيلاً مبتكرًا، وموضوعيًا، يتّسم بالعمق والدّقة، متَّبعًا المنهجية المتعارف عليها في إعداد البحوث العلمية، شاملاً مقدمةً بعناصرها(الإشكالية والأسئلة والمنهجية المتّبعة والدراسات السابقة…)، وخاتمة تتضمن خلاصة النتائج والتوصيات، موثَّقًا بالإحالة إلى المصادر والمراجع، غير مستل من رسالة علمية أو منشور من قبل.
- تكون الإحالة تامة عند أول ذكر لها في الحاشية، وتُذكر المصادر والمراجع مرتبة على حروف المعجم في نهاية البحث، وتتضمّن الخاتمة خلاصة لأفكار البحث وأهم النتائج التي يتم التوصل إليها.
- يكون ابتداء التوثيق بذكر لقب المؤلف؛ مثال: روزنتال، فرانتز. مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي، ترجمة أنيس فريحة، دار الثقافة: بيروت- لبنان، ط1، 1961م، ص195.
بالنسبة لأبعاد النص الذي يُكتب به البحث؛ فتكون كما يلي:
-نوع الخط باللغة العربية: Traditional Arabic حجم المتن: 16/ الحاشية: 12 .
– نوع الخط باللغة اللاتينية: Times New Roman حجم المتن:12/ الحاشية: 10.
ــــ المسافة بين السطور: ) single( on line
ـــ الهوامش: utsizeA4 (210x297mm) 8.27×11.69
ـــ تُكتب قائمة المراجع العربية بطريقة transliteration .
سادسًا- كيفية المشاركة:
يجب أن يتضمن خطاب المشاركة ما يلي:
- سيرة ذاتية مختصرة للمشارك، يبرز فيها أهم الأبحاث والمؤلفات والمسار العلمي والوظيفي، مع صورة حديثة ملونة عالية الوضوح .
- خطاب نية المشاركة ، يتضمن ملخصًا للبحث لا يزيد عن 500 كلمة(يشتمل على عنوان البحث، وتوطئة مركّزة، وفكرة البحث وأسئلته، والإضافات التي قد يقدمها)، مع ذكر البريد الإلكتروني ووسائط التواصل(الهاتف الجوال والثابت والعنوان البريدي في بلد الإقامة)، قبل تاريخ 15 يوليو 2023.
- نسخة نهائية من البحث بصيغة وورد، وب د ف، تُسلّم قبل تاريخ 01 أبريل 2024.
- تقديم خطاب يتعهّد بموجبه المشارك بأن البحث غير مستل من رسالة علمية ولم يسبق نشره.
سابعًا- قيمة الجائزة:
حُدِّدت قيمة الجائزة على حسب نوعية الفائزين:
- الفائز الأول: 160.000 ريال قطري(مئة وستون ألف ريال قطري).
- الفائز الثاني: 0.0009 ريال قطري(تسعون ألف ريال قطري).
- الفائز الثالث: 45.000 ريال قطري(خمسة وأربعون ألف ريال قطري).
- تتولى الجهات الراعية طباعة البحوث الفائزة وتوزيعها، على أن يستفيد الفائز من 40 نسخة.
- قد تُحجب الجائزة في حال عدم استيفاء المعايير المطلوبة علميًّا ومنهجيًا وتوثيقًا.
ثامنًا- مواعيد:
- يتم إجابة الباحثين المشاركين عن الملخصات المقدّمة بالقبول أو الاعتذار قبل 31 أغسطس2023.
- يُعلن عن الفائزين قبل 01 أكتوبر 2024م، وتُوزع الجوائز في حفل متميز في عام 2024م، يُحدّد تاريخه لاحقًا بمناسبة منتدى الدوحة الذي يرعاه سمو أمير دولة قطر، ويُدعى الفائزون لحضور الحفل واستلام الجوائز، وتتكفل الجهات المنظِّمة بمصاريف النقل والإقامة خلال احتفالية توزيع الجوائز.
- يتم تحكيم الملخصات والبحوث تحكيما سرّيا، ولا يتم تبرير سبب رفض أي ملخص أو بحث من اللجنة المشرفة، كما تظل تقارير التحكيم سرية.
تاسعًاــ وسائط الاتصال:
ترسل المشاركات حصرًا على البريد الإلكتروني للجائزة، وهو:
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الموقع الالكتروني: